أول يوم كمدير… وأول عدو!
--------------Dr. Tamer Alsayed-----------
البوست دا مكتوب ردا" علي استفسار احد الاخوة المدراء الماليين - كان بيستفسر عن ازاي يتعامل مع فريقه الجديد - وخاصة لو كان في مقاومة شديدة للتغيير وبيحاولوا ان مهمته تفشل او انه يظهر بصورة سيئة - بمعني اصح، داخل علي وكر مليان اعداء؟!!
أول يوم ليا كمدير مالي في الشركة الكبيرة دي، دخلت المكتب وأنا عارف إن الطريق مش سهل.
فريق مالي كله أكبر مني سنًا، وخبرتهم أطول، وعندهم تاريخ في المكان أكتر مني بكتير. مكنتش بحارب عشان أثبت نفسي، لا، دا كان لازم أكسب ثقتهم كمان. بس من أول لحظة، كنت حاسس بنظراتهم… شك، غرور، لامبالاة، أو حتى تحدي.
بدأت أتعامل معهم زي ما أي حد ممكن يعمل… اجتماعات فردية، واحدة واحدة، عشان أفهمهم:
هو مين؟
بيفكر إزاي؟
بيعمل إيه كل يوم؟
وكنت فاكر إني كدا بفتح باب للتفاهم. بس الحقيقة؟ أنا فتحت صندوق بندورا.
لقيت نفسي قدام خمس أنواع:
1- المتعاون بحذر… حاسس إنه لازم يكون كويس معايا بس مش واثق فيا.
2- المتعالي بغرور… شايف نفسه أكبر مني وخبرته تخليه أحق بالمكان.
3- المشكك في خبرتي… كل كلمة بقولها بيتحقق منها عشر مرات.
4- اللامبالي… موجود جسدًا بس عقله في حتة تانية.
5- المسيطر أو القائد المخفي… اللي كان واضح جدًا إنه عايز مكاني، ومش بس كدا، ده كان بيخبي معلومات أو يدي أرقام غلط عشان يوقعني.
بدأت ألعبها بحذر… قربت من المتعاون، شاركته أفكار، وخلته يحس بالأمان.
واللامبالي؟ قربته مني من غير ما أحسسه إني بضغط عليه، لحد ما بدأ يركز أكتر في شغله.
لكن المتعالي؟ كنت لازم أدخل له من سكته. في يوم، طلبت نصيحته في موضوع، وكنت متأكد إنه هيغلط، وده اللي حصل فعلاً. بس بدل ما أواجهه بغلطه، دخلت معاه في نقاش طويل، اتكلمنا، اتجادلنا، وقبل ما اليوم يخلص كان اقتنع بوجهة نظري، واتحول من ألد أعدائي لأقرب حلفائي.
أما المشكك، لما شاف المتعالي واقف في صفي، بدأ هو كمان يتراجع عن شكوكه.
فضل عندي القائد المخفي… وده كان أصعبهم. كان بيديني تقارير مضروبة من أول يوم، وبيحاول بكل طريقة إنه يوقعني. جربت كل حاجة… قربت منه، ناقشته، ديتله فرصة واتنين… بس تالت مرة؟ لأ، كان لازم آخد قرار.
وقتها كنت عارف إن قراري ده ممكن يهز الفريق كله. ممكن يحسوا إنهم مش آمنين، أو يخافوا على مكانهم. بس كنت برضه عارف إن استمراره كان هيبقى سرطان في الفريق. ففصلته… بترت العضو الفاسد.
المفاجأة؟ الفريق كان عارف الحقيقة من الأول، وعلاقاتي بيهم كانت اتحسنت لدرجة إنهم وقفوا في صفي، وبقى ولاءنا كلنا للكيان مش للأشخاص.
الموقف ده علمني درس عمره ما هيتنسى:
قبل ما تحكم، افهم.
قبل ما تقرر، حلل.
قبل ما تفصل، اتأكد إنك باني كيان مش بس بتعاقب شخص عشان هو ضدك.
أوقات لازم تبتر عشان الكيان يعيش.
ساعتها بس، هتفهم إن القرار الصعب هو اللي بيبني فريق قوي ومتماسك.
تفتكر إنت، لو كنت مكاني… كنت هتعمل إيه؟
هستناكم 👇👇👇
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق